PDF version:Yarmouk Coordination Council announcement (Arabic)
انقلاب «منظمة التحرير» على اتفاق استعادة اليرموك يتفاعل داخل «فتح»…هدوء حذر يخيم على وسط المخيم ومصادر فلسطينية تجدد التأكيد: لا مفاوضات
طلال ناجي يؤكد: سنستعيد المخيم… سنمنع تمددهم وسنحرر مخيمنا ولن يكون مخيمنا ممراً أو مقراً للمسلحين».
عباس زكي: الارتباك في مواجهة العدوان جبن وخذلان وأبو غريبة:يؤكد أن الحياد يعني الانحياز لداعش و«فتح» ستحارب التنظيم الإرهابي
تواصلت لليوم الثاني على التوالي داخل حركة التحريرالوطني الفلسطيني «فتح» تفاعلات انقلاب منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق الفصائل الفلسطينية الـ14 على استعادة مخيم اليرموك من تنظيم داعش وتشكيل غرفة عمليات مركزية مشتركة بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة.
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنه ستتم استعادة مخيم اليرموك من المجموعات الإرهابية، في وقت قضى الجيش العربي السوري على عشرات الإرهابيين في حلب، على حين كثفت الدول الداعمة للإرهاب دعمها للمجموعات الإسلامية المتشددة بإدلب، إثر تراجع معنوياتها جراء ضربات الجيش.
وفي التفاصيل، قال الأمين العام المساعد للقيادة العامة طلال ناجي في تصريحات له نشرت أمس إن «فصائل منظمة التحرير ترفض استخدام القوة لتحرير المخيم وإلى اليوم الموقف غير واضح وغير إيجابي رغم كل ما جرى»، مضيفاً: «الدولة السورية تعلن أنها لن تدخل اليرموك منعاً للمتاجرة بالموقف ضد سورية، ويقولون لنا إنها مسؤوليتكم نحن نساعدكم بالمناطق التي في أطراف المخيم».
وتابع: «الصراع على النفوذ بين الإرهابيين قائم ولكننا سنمنع تمددهم إلى أطراف دمشق وسنحرر مخيمنا ولن يكون مخيمنا ممراً أو مقراً للمسلحين».
جاء ذلك في وقت خيم هدوء حذر على الأجواء وسط المخيم، الأمر الذي رفضت مصادر فلسطينية متابعة لأزمة المخيم رده إلى وجود تفاوض مع المجموعات المسلحة، مجددة التأكيد أن ما جرى لم «يدع مجالاً للتفاوض». وفي التفاصيل فقد شهد وسط المخيم هدوءاً حذراً مع حدوث اشتباكات متقطعة في خطوط التماس في شماله بين قوى تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة واللجان الشعبية والدفاع الوطني ومن انضم إليهم من كتائب «أكناف بيت المقدس» من جهة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة من جهة ثانية.
على خط مواز، تواصلت الاشتباكات في حي الزين التابع لمدينة الحجر الأسود والمجاور لليرموك من الجهة الجنوبية بين مجموعات مسلحة منها «شام الرسول» و«جيش الأبابيل» و«جيش الإسلام» من جهة ومجموعات داعش و«النصرة» من جهة أخرى، وذلك بعد أن طردت تلك المجموعات داعش من أجزاء كبيرة من الحي.
وأمس الأول أعلنت كتائب «أكناف بيت المقدس» في بيان أصدره مكتبها الإعلامي، البدء بعملية عسكرية تحمل اسم «على الحق ظاهرين» لطرد داعش من جميع المناطق التي سيطرت عليها في اليرموك، منذ مطلع شهر نيسان الجاري بالتعاون مع جبهة النصرة.
وإن كان الهدوء الذي يخيم على وسط المخيم مؤشر إلى وجود مفاوضات بين الأطراف المقاتلة قالت مصادر فلسطينية متابعة لازمة المخيم: «ما جرى أثبت أنه لا مجال للتفاوض»، مضيفاً: «داعش والنصرة يجب أن يخرجا إلى خارج اليرموك».
وطالبت «النصرة» أمس في بيان بدخول قوافل المساعدات الغذائية إلى اليرموك عبر شارع راما وادعت بأنها ستقوم بحمايتها مع العلم أن أكثر من 9000 من سكان مخيم اليرموك في يلدا وببيلا وبيت سحم.
واعتبرت المصادر الفلسطينية المتابعة أن النصرة تريد إظهار نفسها بأنها «يمكن لها أن تلعب دوراً سياسياً»، مشددة على أن النصرة وداعش «وجهان لعملة واحدة، فالنصرة هي داعش وداعش هي النصرة ولا فرق بينهما».
من جهة ثانية وبعد دعوة عضو اللجنة المركزية في فتح اللواء توفيق الطيراوي قوات الثورة بمخيمات لبنان إلى التوجه لدعم إخوتهم باليرموك وتحريره من داعش، أكد عضوان في اللجنة المركزية للحركة أن «الارتباك في مواجهة العدوان جبن وخذلان وسقوط في مستنقع المهزلة من التاريخ وليست حركة فتح هي التي تحمل سيفاً مثلوماً في مواجهة العدوان على مخيمات شعبها»، وأن فتح «ستحارب داعش في اليرموك ولو كان الخيار عسكرياً لأن النأي بالنفس يعني أن الحركة منحازة لداعش». وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتب عضو اللجنة المركزية لفتح مفوض عام العلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي تحت عنوان «عباس زكي يزيل الغموض عن الموقف من اليرموك»، «رداً على اللغط الإعلامي والتضارب في المواقف والتصريحات التي صدرت عن العديد من المسؤولين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة حول عدوان داعش وسلالات التكفيريين الأخرى على مخيم اليرموك».
أكد زكي، أن «الصمت على الجريمة خيانة والسكوت عن الحقيقة مؤامرة والارتباك في مواجهة العدوان جبن وخذلان وسقوط في مستنقع المهزلة من التاريخ، وليست حركة فتح هي التي تحمل سيفاً مثلوماً في مواجهة العدوان على مخيمات شعبها وليست هي التي تعري لحم المشردين من أبنائها لسيوف الخونة والمتآمرين من عملاء الأطلسي وكتائب الأشباح التابعة للموساد والمخابرات الأميركية».
وأشار زكي إلى أن «الالتباس في الموقف من الأحداث الجارية في سورية الشقيقة كان جائزاً في بداية الأزمة المؤلمة التي اجتاحت هذا البلد العزيز أسوة بالعديد من البلدان العربية العزيزة قبل الأعوام الخمسة الماضية وذلك انسجاماً مع التأكيد أن حركة فتح لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية عندما يكون الخلاف داخلياً بين أبناء الشعب الواحد لكنه لن يكون مقبولاً بعد أن تكشفت خيوط المؤامرة واتضحت معالمها للقاصي والداني وثبت في سياقها أن سورية الشقيقة تعرضت وما زالت تتعرض لعدوان خارجي تشارك فيه ثمانون دولة أجنبية بكل إمكانياتها وعصاباتها ومخابراتها ومجرميها وإبداعاتها في الإرهاب والقتل والتدمير».
وشدد زكي على أنه لذلك «لن تقف حركة فتح مكتوفة الأيدي عندما يكون العدوان أجنبياً ويحمل هوية وصفات العدوان الغاشم الذي تعرضت له فلسطين عام 48».
وأشار إلى أن «هذا العدوان الغاشم يسعى إلى طحن وتفكيك الوطن العربي جميعه وقتل العزل والآمنين من أبنائه وجز أعناقهم بحد السيف وحرق أجسادهم بالنار والبارود وتدمير بيوتهم ومساكنهم ومساجدهم وكنائسهم وحفر الأرض بحثاً عن رفات أنبيائهم وصلاحهم والمقدسين في حضارتهم».
واعتبر، أن كل المعارك التي تبدأ تحت شعارات الديمقراطية أو الشرعية تنتهي «قطعاً بداعشية، وهذا ما حصل في العراق وسورية وليبيا، وما يجري الآن في السعودية واليمن وسيناء سينتهي قطعاً بالداعشية لأن الأعداء أرادوها قدراً على منطقتنا العربية، في سياق رسم خريطة جديدة، وشطب وإلغاء قضيتنا الفلسطينية من اهتمامات شعوبها واستبدالها باهتمامات وأولويات أخرى حيث إنهم حسموا أمرهم بلا رجعة على تقسيم المقسم، وأن يغيروا الخريطة وأولويات الأمة خدمة لتعزيز وجود إسرائيل وضمان تفوقها وهيمنتها على مقدراتنا العربية».
ووجه زكي «التحية والإكبار لجميع المقاتلين الذين يدافعون عن أبناء اليرموك وفي مقدمتهم جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري دفاعاً عن سورية ومخيمات شعبنا المناضل الصبور».
بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس مؤتمر القدس عثمان أبو غريبة في مقابلة مع قناة «الميادين»: إن «هناك فارقاً اليوم في موقف حركة فتح مقارنة مع بداية نشوء الأزمة في سورية، وخاصة في مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية، وفارقاً آخر بعد أن احتل داعش مخيم اليرموك». وأكد أبو غريبة أن «الفارق يتلخص في موقفنا من النأي بالنفس عن الصراع في سورية، لتجنيب شعبنا الويلات»، لافتاً إلى أنه عندما يقع الشعب الفلسطيني في الويلات وخاصة القوى الغاشمة التي اجتاحت المخيم، فإن «الحياد سيكون لمصلحة داعش وليس له معنى إيجابي وإنما أثر سلبي في حياة الفلسطينيين في المخيم»، على حدّ تعبيره.
وأوضح، أن «هناك فارقاً عندما أعلنت فتح النأي عن النفس حينما كان الصراع بين الأطراف السورية»، لكنه أشار إلى أنه «حين تكون المعركة مع داعش، وأن يكون ذلك في مخيم اليرموك فإن الحياد الآن يعني هو انحياز لداعش»، مؤكداً «لا مجال للحياد الآن، والمطلوب إخراج داعش وجبهة النصرة من المخيم». وشدد على أنه لا يمكن المساومة ويجب إنقاذ ما تبقى من اليرموك ليعود الشعب الفلسطيني إلى وضعه السابق في المخيم وإعمار ما جرى تدميره»، لافتاً إلى أن «فتح الآن مع استرداد المخيم».
الوطن السورية: الثلاثاء 14/4/2015